ألمانيا بالعربي
مساعدات جديدة قادمة للسوريين من دول أوروبية.. تفاصيل جديدة
تستضيف بروكسل بالتعاون مع الأمم المتحدة مؤتمر مانحين لمساعدة السوريين. وانتقدت روسيا عدم دعوة سوريا لحضور المؤتمر الذي يهدف لجمع أكثر من 10 مليار دولار للمساعدة الإنسانية بسوريا ودعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة بالمنطقة.
خلال “المؤتمر السنوي لوقاية اللاجئين السوريين من المجاعة”، تعتزم الأمم المتحدة حث المانحين الدوليين على التعهد بما يصل إلى 10 مليارات دولار اليوم الثلاثاء (30 مارس/ آذار 2021) لمساعدة السوريين الفارين من الحرب الأهلية في خضم جائحة كوفيد-19 وقالت إن الحاجة إلى الدعم الإنساني لم تكن بهذا الحجم من قبل.
وتنظّم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي النسخة الخامسة من هذا المؤتمر الهادف إلى مساعدة السوريين واللاجئين السوريين في دول الجوار ولا سيّما لبنان وتركيا والعراق والأردن. ويشارك في المؤتمر نحو 80 وفداً من خمسين دولة فضلا عن منظّمات غير حكومية ومؤسّسات مالية دولية.
سوريا “كابوس حي”
والهدف من المؤتمر جمع 4,2 مليارات للاستجابة الإنسانية في سوريا و5,8 مليارات لدعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة في المنطقة. وتستضيف الدول المجاورة لسوريا 80 بالمئة من اللاجئين السوريين.
ويحتاج حوالي 24 مليونا إلى مساعدات أساسية، بزيادة أربعة ملايين خلال العام المنصرم وهو أعلى رقم حتى الآن منذ اندلاع النزاع السوري قبل عشر سنوات.
وقال مارك لوكوك منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة “مرت عشر سنوات من اليأس والكارثة على السوريين”. وأضاف في بيان “يؤدي الآن تدهور الظروف المعيشية والتراجع الاقتصادي وكوفيد-19 إلى مزيد من الجوع وسوء التغذية والمرض. ثمة قتال أقل ولكن لم تتحقق عوائد للسلام”.
وانحسر القتال بين الجيش النظامي السوري ومقاتلي المعارضة منذ أن أنهى اتفاق قبل عام حملة قصف بقيادة روسيا أدت إلى نزوح ما يربو على مليون شخص، لكن الضربات الجوية الروسية، إلى جانب الجيش السوري المدعوم من إيران، تواصل مهاجمة مواقع مقاتلي المعارضة. ومن المقرر أن يلقي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كلمة أمام المؤتمر اليوم الثلاثاء.
وفي العاشر من مارس آذار، بمناسبة مرور عشر سنوات على بدء الصراع، قال غوتيريش إن سوريا “كابوس حي” إذ لم يعش حوالي نصف الأطفال يوما دون حرب و60 في المئة من السوريين عرضة لخطر الجوع.
وفي بيان منفصل اليوم الثلاثاء، دعت الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر المانحين الدوليين إلى المساعدة في إعادة بناء البلاد، لا سيما لإصلاح خدمات الصحة والمياه والكهرباء. وقال خالد حبوباتي رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري “بنيتنا التحتية مدمرة”.
انتقاد روسي وتوضيح أمريكي
وقال الاتحاد الأوروبي، الذي يستضيف المؤتمر، إن إعادة بناء المدن المدمرة تحتاج مليارات الدولارات ولا يمكن أن تبدأ حتى تساعد القوى المشاركة في الصراع، بما في ذلك روسيا وإيران، في الاتفاق على تسوية سلمية.
وحث رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير القوى العالمية على التوصل إلى اتفاق سلام أو مواجهة العديد من المؤتمرات السنوية الأخرى للمانحين لسوريا. وقال “العاملون في المجال الإنساني هنا لتقديم المساعدة لكن المسؤولية النهائية تقع على عاتق أطراف الصراع”.
ولم يتم تقديم دعوة لسوريا لحضور المؤتمر في بروكسل، وهو ما انتقده بشدة في مجلس الأمن، نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين معتبرا ذلك أنه “تعدياً إضافياً” على سيادتها. ورأى فيرشينين “ثمة تسييس متزايد للمساعدة الإنسانية”، معتبراً أنّ المساعدة العابرة للحدود “تنتهك مبادئ القانون الدولي، وهذا لأن الحكومة القائمة لا تناسب” الغربيين.
وكان وزير الخارجية الأمريكي بلينكن قد صرّح أنّ “السيادة لم تصمّم أبداً لضمان حقّ حكومة في تجويع الناس وحرمانهم من الأدوية الحيوية أو لارتكاب أي انتهاك آخر لحقوق الإنسان ضد المواطنين”.
واندلع النزاع في سوريا إثر قمع السلطات في آذار/مارس 2011 انتفاضة شعبية، ما أشعل حربا مدمّرة أوقعت وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان أكثر من 387 ألف قتيل، وملايين اللاجئين.
Dw