بعدما فقدت عائلتها بزلزال تركيا!.. هولندا تعرقل لم شمل سوريّة مصابة بـ”متلازمة داون”

23 فبراير 2023745 مشاهدةآخر تحديث :
زلفى وأخوها زكوان
زلفى وأخوها زكوان

بعدما فقدت عائلتها بزلزال تركيا!.. هولندا تعرقل لم شمل سوريّة مصابة بـ”متلازمة داون”

تركيا بالعربي – متابعات

يخوض اللاجئ السوري في هولندا زكوان الحلبي، معركةً لـ”لم شمل” شقيقته المصابة بـ”متلازمة داون”، والتي بقيت وحيدةً في تركيا، بعد وفاة والدتها وشقيقيها بالزلزال المدمّر الذي ضرب الجنوب التركي، في السادس من شهر شباط الجاري.

عراقيل كثيرة تحول دون لم شمل (زلفى) شقيقة زكوان المقيم في مدينة زفولا الهولندية، والذي يروي لـ موقع تلفزيون سوريا، معاناته في محاولاته المستمرة للم شمل شقيقته إلى هولندا.

وبدأت معاناة اللاجئ السوري الجديدة بعد أن سمع بكارثة الزلزال الذي ضرب ولاية هاتاي جنوبي تركيا، حيث تقطن فيها عائلته، فسافر على الفور إلى منطقة الزلزال في ثاني أيامه سعياً منه لمحاولة إنقاذ عائلته التي كانت عالقة تحت الأنقاض.

صُدم زكوان بوفاة عائلته كلّها ما عدا شقيقته زلفى (18 عاماً) المصابة بـ”متلازمة داون”، والتي عثر عليها بعد أيامٍ من البحث، في أحد مشافي ولاية أضنة القريبة من هاتاي.

“نجت بأعجوبة”

بقيت زلفى – في المشفى – وحيدة وخائفة بعد الرعب الذي عاشته إثر انهيار البناء الذي تقطن في الطابق السابع منه، وكانت في أثناء حدوث الزلزال قرب جدار الشقة، الذي ضمن لها النجاة بـ”أعجوبة” من الكارثة دون عائلتها.

يقول زكون لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ الحالة النفسية لـ شقيقته زلفى تحسّنت قليلاً، لكنها ما زالت تتذكر شقيقها وتسمع صوت أنينه، وهو يستغيث من تحت الأنقاض قبل أن يتوفى، بعد مرور يومٍ كامل.

بعد نجاة زلفى من كارثة الزلزال، عاشت زلفى فترة صعبة وحيدة وحزينة لمدة ثلاثة أيام، رافضة أن تتناول الطعام والشراب أو التجاوب مع أي شخص حتى رأت شقيقها زكوان، الذي أوضح: “عندما دخلت إلى المستشفى ورأتني صرخت زلفى (حبيبي.. حبيبي)”، مضيفاً: “بعد أن رأتني هدأت وصارت تأكل بشكل جيد وبدأت تتجاوب”.

“فرح وحزن بآن واحد”!

تختلط مشاعر زكوان بين الفرح لأنه وجد شقيقته والحزن على والدته وشقيقيه الذين توفوا، قبل أيام، لكنه يُفاجأ بأن إدارة المستشفى ترفض تسليمها له كونه لا يمتلك أي وثيقة تثبت أنها شقيقته.

ويقول الرجل المنكوب بعائلته: غضبت ولم أعرف ماذا أفعل، كنت في وضع نفسي سيء جداً، شقيقاي محمد (30 عاماً) وحذيفة (23 عاماً)، ووالدتي (64 عاماً) توفوا تحت الأنقاض، والمستشفى يرفض تسليمي شقيقتي الوحيدة زلفى”.

ويضيف: “بعد أخذ ورد والتواصل مع أكثر من جهة حكومية، استطعت الحصول على ضبط من الشرطة يثبت أنها شقيقتي، لكن مؤسسة السوسيال التركي التي تُعنى بالأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، رفضوا ذلك إلى أن اقتنعوا بأنها لا تستطيع العيش من دوني”.

أين تكمن المشكلة؟

بعد أنّ سلّمت السلطات التركية، زلفى لـ شقيقها زكوان، تقدّم بطلب فيزا زيارة لـ شقيقته من السلطات الهولندية لكن هناك مشكلتان، بحسب قوله: “الأولى، زلفى لا تملك أوراق أو جواز سفر لأنّها بقيت تحت الأنقاض، وأمي التي كانت وصية عليها توفيت، وإذا أردت الوصاية عليها، ذلك يحتاج معاملة طويلة جداً.. الثانية أن السلطات الهولندية لا تمنح السوريين فيزا إقامة مؤقتة، وفي حال أردت إجراء معاملة لم شمل فذلك يستغرق وقتاً طويلاً جداً قد يصل إلى أكثر من سنة، ولا أدري من سيرعاها في تركيا خلال هذه المدة، خصوصاً أنها ترفض التجاوب مع أحد غيري”.

ويشير زكون إلى أنه “سُيجري قريباً مقابلة مع السفارة الهولندية في تركيا لإيجاد حل لمشكلته، عسى أن يعود إلى هولندا مع شقيقته، لكي يتمكن من رعايتها وإخراجها من الوضع السيء الذي عاشته بسبب الزلزال”، مردفاً: “هناك ثلاثة محامين يعملون على مساعدتي، وأتلقى الكثير من الاتصالات لأناس يريدون مساعدتي”.

وبحسب ما ذكرت وسائل إعلام هولندية، فإن وزارة خارجية هولندا تتلقى العديد من طلبات التأشيرة، وتحاول إعطاء الأولوية لضحايا الزلزال الأتراك، ورغم محاولة التسريع في دراسة الطلبات لكن لا يتم التعامل مع الظروف بشكل أكثر سلاسة”.

وتابع: “وضع زلفى صعب فهي سوريّة تعيش في تركيا وللحصول على تأشيرة يجب إثبات وجود أسباب كافية للعودة بعد 90 يوماً، لكن تلك الأسباب غير موجودة حيث لم يعد هناك منزل لتذهب إليه زلفى في تركيا لأن أسرتها ماتت بالزلزال كما أنها من ذوي الاحتياجات الخاصة”.

“قرار استثنائي”

من جانبها، منظمة “VWN” التي تُعنى بمساعدة اللاجئين تقول إنّ وزارة الشؤون الخارجية مع وزارة العدل والأمن وIND، يجب أن يتعاونوا مع بعض لإيجاد حل لزلفى.

ويقول مارتين فان دير ليندن من مجلس اللاجئين: “يجب أن يكون هناك نهج مناسب للأزمة”، مضيفاً أنّه “في هذا الوضع الخاص، العديد من الإجراءات والقواعد الحالية يجب أن لا تكون قابلة للتطبيق.. نحن بحاجة إلى النظر في ما يمكن القيام به خارج السياق المعتاد”.

وتلقّى زكوان دعماً من كثير من الهولنديين الذين عرض بعضهم عليه المال ظناً منهم أن مشكلته قد تُحل بالمال، لكنه رفض ذلك قائلاً: “المشكلة تحتاج قراراً استثنائياً بسيطاً من السلطات في هولندا، كون القضية إنسانية واستثائية لأن شقيقتي ليس لها معيل غيري وهي بوضع صحي خاص”، متأمّلاً أن “يكون هناك حل في القريب العاجل لمشكلته يلم شمل شقيقته”.

المصدر: تلفزيون سوريا

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة