باحث اقتصادي: الحكومات السورية المقبلة لن تسدد ديون إيران
قال كرم شعار، الباحث في “مرصد الشبكات السياسية والاقتصادية”، إن الحكومات السورية المقبلة لن تكون مضطرة لسداد الديون التي قدمتها إيران لنظام بشار الأسد. وأوضح أن عدم وجود آلية قانونية دولية تُلزم الحكومات الجديدة بسداد هذه الديون يجعل استردادها أمرًا غير مرجح.
في منشور عبر حسابه على “فيسبوك”، أشار شعار إلى أن إيران تفتقر إلى النفوذ الدبلوماسي والاقتصادي على الحكومات السورية الجديدة، وهو العامل الذي كان تاريخيًا الوسيلة الأنجح لضمان استرداد الديون بين الدول.
وأضاف أن معظم الديون التي قدمتها إيران لنظام الأسد لم تُقرّ وفق الأصول القانونية، سواء في دمشق أو طهران، مما يجعل حساب هذه الديون وتوثيقها بشكل رسمي أمرًا معقدًا وصعبًا.
أكد الباحث أن الحكومة السورية الجديدة ستعتبر هذه الديون “بغيضة” كونها استخدمت لدعم نظام متهم بقمع الشعب السوري. وبدلاً من ذلك، ستطالب هذه الحكومة إيران بتقديم تعويضات للسوريين عن الأضرار التي تسبب بها دعمها للنظام السابق.
وأشار إلى أن الحكومة المؤقتة في سوريا قد بدأت بالفعل بالمطالبة بهذه التعويضات كجزء من إعادة بناء الدولة وضمان حقوق الشعب السوري.
ووصف شعار استثمار المرشد الإيراني علي خامنئي في دعم نظام الأسد بأنه “أحد أغبى الاستثمارات السياسية في العصر الحديث”. وأشار إلى أن هذا الدعم لم يؤدِ إلى تحقيق أهداف إيران الاستراتيجية، بل أضاف أعباء مالية واقتصادية على طهران دون جدوى سياسية ملموسة.
يأتي هذا الموقف في ظل تغييرات سياسية كبيرة تشهدها سوريا بعد سقوط النظام السابق، حيث تسعى الحكومة الجديدة إلى فك الارتباط عن السياسات الداعمة للنظام البائد، مع التركيز على إعادة بناء الدولة وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
