فرنسا تسعى لتعزيز حضورها في سوريا وسط غياب سياسة أمريكية واضحة
ذكرت صحيفة الشرق الأوسط أن فرنسا تسعى لترسيخ وجودها في الملف السوري، مستغلة غياب استراتيجية أمريكية واضحة، مؤكدة أن باريس كانت من بين أوائل الدول الأوروبية والغربية التي أولت اهتمامًا كبيرًا بالأوضاع في سوريا.
نقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي فرنسي أن باريس تنظر إلى الرئيس السوري أحمد الشرع كشخص يمكن العمل معه، مما يشير إلى رغبة فرنسية في الدفع نحو حل سياسي انتقالي يحقق الاستقرار في البلاد.
بحسب التقرير، وضعت فرنسا خريطة طريق تعتمد على عدة مرتكزات، أبرزها:
الدفع نحو عملية انتقال سياسية سلمية وجامعة.
ضمان احترام حقوق الإنسان، وحقوق المرأة، والأقليات، بما فيها الكردية.
تكثيف الجهود في محاربة الإرهاب.
كما أكدت الصحيفة أن باريس تدعم الاندماج الكامل لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في المسار الانتقالي، مشيرة إلى أن فرنسا تخشى أن يؤدي الانسحاب الأمريكي إلى جعل “قسد” مكشوفة أمام تركيا والفصائل السورية المسلحة المدعومة منها.
وأوضح مصدر دبلوماسي رفيع المستوى أن فرنسا سبق أن عرضت تقديم المساندة لـ”قسد” في عام 2019 عندما أعلن الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترمب عن نيته الانسحاب من سوريا و أشار مصدر دبلوماسي آخر إلى أن غياب استراتيجية أمريكية متماسكة تجاه سوريا يثير قلق باريس، لافتًا إلى أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لن يشارك في المؤتمر الدولي بشأن سوريا المزمع عقده الأسبوع المقبل، ما يعزز المخاوف من تراجع الدور الأمريكي في هذا الملف.
وتؤكد التحركات الفرنسية أن باريس تسعى إلى سد الفراغ الدبلوماسي الذي قد يخلفه تراجع الاهتمام الأمريكي بالشأن السوري، في ظل استمرار التوترات والمخاوف الإقليمية من تداعيات الأوضاع الميدانية.