باحثون: مواجهة عسكرية بين إسرائيل وتركيا في سوريا “مستبعدة”
استبعد الباحث السياسي علي الأسمر احتمال اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بين إسرائيل وتركيا على الأراضي السورية، مشيرًا إلى أن الموقع الجيوسياسي المعقّد الذي تحتله أنقرة في المنطقة، إلى جانب وضعها الدبلوماسي الحالي، يجعل من هذا السيناريو غير وارد في الوقت الراهن.
وأوضح الأسمر، في تصريحات لـ”إندبندنت عربية”، أن أي تحرك عسكري إسرائيلي ضد تركيا في سوريا سيُفسَّر دوليًا على أنه “خطوة انتحارية دبلوماسية”، لما قد يترتب عليه من تفجير توازنات إقليمية حساسة على أكثر من جبهة.
وأضاف أن مثل هذه الخطوة قد تفقد إسرائيل قنوات الوساطة الحيوية التي تعتمد عليها في ملفاتها الكبرى، كأزمة غزة، أو في علاقاتها المتوترة مع الإدارة الأميركية، فضلًا عن تداعياتها على علاقاتها المتشابكة في المحيط العربي.
في المقابل، رأى الباحث عبد الجبار العكيدي أن التصعيد الإسرائيلي المستمر في سوريا يتجاوز كونه مجرد عدوان على السيادة السورية، ليأخذ بعدًا أعمق يتمثل في محاولة تدمير البنية الاستراتيجية للجيش السوري.
وأشار العكيدي إلى أن إسرائيل تعمل بشكل ممنهج على إضعاف القدرات العسكرية السورية، مستغلة ما وصفه بـ”العجز القيادي” الذي تعانيه سوريا منذ “هروب بشار الأسد”، ما يجعل البلاد عرضة لضربات متكررة دون ردع فعلي وأن “إسرائيل تسعى إلى جعل سوريا منزوعة السلاح، بلا مخالب ولا أنياب، في محاولة لخلق بيئة من اللااستقرار والإرباك الأمني، بما يعرقل أي مسار لإعادة بناء الدولة”.
واعتبر أن استهداف مقدرات الجيش السوري يأتي في إطار “عملية انتقامية من النظام السابق”، ويعكس **حالة من عدم الاطمئنان تجاه أي قيادة مستقبلية قد تتولى السلطة بعد الأسد”، في ظل عدم وجود ضمانات باستمرار التوازنات التي تخدم المصالح الإسرائيلية.