هيومن رايتس ووتش: أكثر من 600 ضحية بسبب مخلفات الحرب في سوريا خلال 4 أشهر
حذّرت منظمة هيومن رايتس ووتش من تفاقم الخطر الذي تُشكّله مخلفات الحرب والألغام الأرضية في سوريا، مؤكدة أن هذه المتفجرات أودت بحياة أو تسببت بإصابات لأكثر من 600 شخص، بينهم أطفال، خلال الأشهر الأربعة الماضية فقط، في مختلف أنحاء البلاد.
وفي تقرير حديث، شددت المنظمة على أن التلوث الواسع النطاق بالذخائر غير المنفجرة يشكل تهديداً خطيراً على حياة المدنيين، خصوصاً النازحين العائدين إلى مناطقهم المدمّرة بعد سنوات من النزاع المسلح.
وقالت المنظمة:”ما لم يتم اتخاذ خطوات حاسمة وعاجلة لإزالة هذه الألغام والذخائر من المناطق السكنية والزراعية، فإن أعداد الضحايا ستواصل الارتفاع، لا سيما في أوساط الأطفال والعائلات العائدة لإعادة بناء حياتها.”
ودعت هيومن رايتس ووتش كلاً من الحكومة السورية والجهات المانحة الدولية إلى:
وضع سياسات واضحة لمعالجة مشكلة التلوث بالمتفجرات.
تنفيذ برامج مسح وإزالة الألغام بشكل ممنهج.
تأمين مخزونات الأسلحة لمنع استخدامها أو تسربها.
تعزيز حملات التوعية المجتمعية بمخاطر الألغام ومخلفات الحرب.
وفي هذا السياق، قال ريتشارد وير، الباحث في قسم الأزمات والنزاعات والأسلحة في المنظمة: “لأول مرة منذ أكثر من عقد، هناك فرصة واقعية للتعامل مع التلوث الهائل في سوريا بشكل منظم من خلال برامج إزالة الألغام.”
وأضاف: “إذا لم تُطلق جهود وطنية شاملة وعاجلة لإزالة المتفجرات، سيستمر المدنيون في دفع الثمن، وهم يحاولون استعادة منازلهم وحقوقهم الأساسية وسبل عيشهم.”
وتأتي هذه التحذيرات في ظل غياب خطط واضحة وشاملة من قبل السلطات الرسمية لمعالجة هذه الكارثة الصامتة، وسط إمكانيات محلية محدودة، واعتماد جزئي على المبادرات الإنسانية المدعومة من منظمات دولية متخصصة في نزع الألغام.
ويُعد ملف إزالة الألغام من أكثر الملفات حساسية وتعقيدًا في مرحلة ما بعد النزاع في سوريا، نظرًا لاتساع رقعة التلوث ونقص الموارد التقنية والمالية، ما يستدعي جهدًا دوليًا مشتركًا لتأمين سلامة المدنيين وضمان عودتهم الآمنة إلى منازلهم.