مظلوم عبدي يكشف تفاصيل اتفاق دمشق
كشف القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، في مقابلة حصرية مع موقع المونيتور، عن أبرز ملامح الاتفاق الذي تم توقيعه مؤخرًا في العاصمة السورية دمشق بين “قسد” وممثلين عن الحكومة السورية برئاسة فاروق الشرع. وأوضح عبدي أن هذا الاتفاق يمثل تحوّلًا في الخطاب الرسمي تجاه “قسد”، ويعكس قبولًا أوليًا بفكرة دمج قواته ومؤسسات الإدارة الذاتية ضمن هيكل الدولة السورية.
قال عبدي في تصريحه: إن الاتفاق مع دمشق أدى إلى إسقاط الشروط المسبقة التي كانت تركيا تصرّ عليها، مشيرًا إلى أن أنقرة بدأت تستخدم لغة أكثر اعتدالًا في بياناتها الرسمية، مضيفًا: “لاحظنا وجود قبول مبدئي لفكرة دمج قوات قسد ومؤسسات الإدارة الذاتية في الدولة السورية.”
وصف عبدي أجواء الاجتماع مع فاروق الشرع بأنها كانت هادئة وودية، وأوضح أنه تم استقباله باحترام رسمي، مضيفًا: “ناداني باسمي الكامل، ولم نواجه أي توتر خلال التفاوض كما نفى عبدي وجود أي مشاركة مباشرة من الجانب الأميركي في صياغة الاتفاق، مؤكدًا أن واشنطن لعبت دور المسهّل فقط وساهمت في تأمين وسيلة النقل إلى دمشق. لكنه أضاف: “الولايات المتحدة تدعم الاتفاق بقوة لأنها تسعى لتحقيق الاستقرار في سوريا.”
وأوضح عبدي أن الإدارة الجديدة في دمشق لا تعارض استخدام اللغة الكردية، إلا أنه عبّر عن خيبة أمله من عدم إدراجها في مسودة الدستور المؤقت وأكّد عبدي أن قوات سوريا الديمقراطية لن تقبل بتركيز السلطة الإدارية في دمشق فقط، مشددًا على رغبتهم في الحفاظ على هوية “قسد” ضمن صفوف الجيش الوطني السوري الجاري تشكيله.
كما صرّح عبدي بأن الشرع لم يبد أي اعتراض على بقاء المقاتلين العرب ضمن صفوف قوات سوريا الديمقراطية، في إشارة إلى دعم محتمل للتنوع داخل بنية القوات و أشار عبدي إلى أن الشرع طلب من “قسد” التخلي عن السيطرة على المناطق ذات الغالبية العربية مثل دير الزور والرقة، لكنه أوضح أن هذا الملف ليس أولوية حالية، بل سيتم بحثه في مراحل لاحقة من الحوار.
هذا وقد عبّر مظلوم عبدي عن رفضه لأي محاولات من قبل “بقايا النظام” لتعطيل عملية الانتقال السياسي، قائلاً: “نحن عازمون على مساعدة الحكومة في مقاومة أي تحركات تهدف لتخريب جهود بناء سوريا جديدة وديمقراطية.”
وفيما يتعلق بالموقف التركي، رجّح عبدي أن أنقرة ليست على علم بتفاصيل الاتفاق الذي جرى توقيعه في دمشق.