صحفية عبرية: واشنطن أبلغت تل أبيب ببدء الانسحاب التدريجي من سوريا خلال شهرين رغم الاعتراض الإسرائيلي
كشفت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، يوم الثلاثاء، أن مسؤولين أمنيين أمريكيين أبلغوا نظراءهم الإسرائيليين بنيّة واشنطن بدء انسحاب تدريجي لقواتها من الأراضي السورية خلال الشهرين القادمين، في خطوة قد تُحدث تحولًا استراتيجيًا في التوازنات العسكرية في شمال وشرق سوريا.
وبحسب التقرير، فإن إسرائيل بذلت جهودًا مكثفة لإقناع الولايات المتحدة بالتراجع عن القرار أو على الأقل تأجيله، خشية أن يؤدي هذا الانسحاب إلى فراغ أمني تستفيد منه أطراف إقليمية منافسة، وعلى رأسها إيران وتركيا، إلا أن تلك المحاولات لم تُثمر عن نتائج ملموسة حتى الآن، فيما لا تزال تل أبيب تمارس ضغوطًا دبلوماسية متواصلة على واشنطن لمنع تنفيذ الخطوة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن “الانسحاب الأميركي من سوريا، في حال تم، سيكون جزئيًا في المرحلة الأولى، لكن حتى هذا السيناريو تعتبره إسرائيل غير مقبول، نظرًا لما يحمله من مخاطر أمنية متزايدة على حدودها الشمالية، خاصة مع احتمال تمدد النفوذ التركي في الشمال السوري بعد تراجع الوجود الأميركي”.
وبحسب المصدر ذاته، فإن تل أبيب ترى أن الفراغ الذي سيخلّفه انسحاب واشنطن قد يسهم في إعادة تشكيل خرائط السيطرة في سوريا، خاصة بعد مرحلة ما بعد سقوط نظام بشار الأسد، حيث تسعى تركيا إلى تعزيز نفوذها العسكري والإداري في مناطق الشمال، مما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات مع الأكراد وقوات سوريا الديمقراطية، الذين يعتمدون بشكل أساسي على الدعم الأميركي للحفاظ على وجودهم.
وتأتي هذه التطورات في ظل سياق إقليمي شديد التعقيد، حيث يتداخل النفوذ الروسي والإيراني والأميركي والتركي على الأراضي السورية، ما يجعل أي تغيير في موازين القوى مرشحًا للتأثير المباشر على الوضع الأمني في إسرائيل والعراق ولبنان، فضلًا عن الداخل السوري.
