اعتراضات شيعية على لقاء السوداني بالرئيس الشرع ودعوات لمنع مشاركته في قمة بغداد
تتواصل الاعتراضات داخل الأوساط السياسية الشيعية في العراق على خلفية اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بالرئيس السوري أحمد الشرع في العاصمة القطرية الدوحة، إلى جانب تصاعد الجدل بشأن دعوة الشرع لحضور القمة العربية المقبلة، المقررة في بغداد بتاريخ 17 من الشهر المقبل، بالتزامن مع بدء توزيع الدعوات الرسمية.
وذكرت صحيفة “الشرق الأوسط”، يوم الاثنين، أن عدداً من النواب الشيعة في البرلمان العراقي أعلنوا عن جمع نحو 50 توقيعاً من أجل المطالبة بكشف تفاصيل الزيارة غير المعلنة مسبقاً للسوداني إلى قطر، ولقائه مع الرئيس السوري، وسط حديث عن طابع سري ومفاجئ للزيارة، ما أثار شكوكا في الدوافع السياسية وخلفيات التقارب.
كما طالب النواب بإصدار قرار برلماني يمنع مشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع في قمة بغداد المرتقبة، معتبرين أن دعوته تتعارض مع “التوازنات السياسية الداخلية”، وأنها جاءت دون توافق وطني، وفق تعبيرهم.
في المقابل، يواصل رئيس الوزراء العراقي تحضيراته المكثفة للقمة على المستويين اللوجستي والدبلوماسي، متجاهلاً الضغوط السياسية المتزايدة، حيث تحوّلت العاصمة بغداد إلى ورشة عمل نشطة استعداداً لاستقبال القادة العرب، بدءاً من تأهيل شارع المطار، ومروراً بمقر الحكومة، ووصولاً إلى أماكن إقامة الوفود المشاركة، ما يدل على إصرار الحكومة العراقية على إنجاح القمة في موعدها.
كما يُنظر إلى لقاء السوداني بالرئيس الشرع، ودعوته لحضور القمة، على أنه رسالة سياسية من بغداد تعكس انفتاحاً تدريجياً تجاه دمشق، ومحاولة لدمج سوريا مجدداً في الإطار العربي الرسمي، بعد سنوات من العزلة الدبلوماسية. لكن ذلك يواجه رفضاً من قوى داخلية تعتبر أن الملف السوري لا يزال محل انقسام، سواء على الصعيد الإقليمي أو العراقي.
