مجلة أميركية: عرض التطبيع السوري يفتح أمام إسرائيل “فرصة ذهبية” لعزل إيران واستقرار المنطقة
أفادت مجلة “فورين أفيرز” الأميركية بأن طرح الحكومة السورية الجديدة لفكرة تطبيع العلاقات مع إسرائيل، يُعد تطورًا استثنائيًا قد يمهّد الطريق أمام تحول سوريا من “عدو استراتيجي” إلى “جار مسالم”، ما يمنح إسرائيل فرصة نادرة لتعزيز موقعها الإقليمي وتوسيع دائرة عزل إيران في الشرق الأوسط.
وبحسب المجلة، فإن هذا الطرح، إذا ما تمت ترجمته إلى خطوات عملية، يمكن أن يغيّر جذريًا معادلات النفوذ والاصطفافات في المنطقة، خاصة في ضوء استمرار المساعي الغربية لتحقيق نوع من الاستقرار الإقليمي المستدام.
ولفت التقرير إلى أن النشاط العسكري الإسرائيلي في سوريا تصاعد بشكل ملحوظ خلال الأشهر التي أعقبت انهيار نظام الرئيس السوري السابق، في تحول واضح عن السياسة الإسرائيلية التقليدية التي كانت تتسم بالحذر تجاه دمشق.
وترى “فورين أفيرز” أن تقويض سلطة الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع قد يخدم المصلحة الإسرائيلية في المدى القصير، من خلال تعزيز نفوذها في المنطقة الحدودية، لكنها شددت على أن استقرار سوريا هو الخيار الأمثل لإسرائيل على المدى الطويل، بالنظر إلى التحديات الأمنية المتصاعدة في المنطقة.
كما أشار التقرير إلى أن السلوك الإسرائيلي في سوريا تحكمه اعتبارات أمنية بالدرجة الأولى، خاصة في ظل الرغبة في منع تكرار سيناريو هجمات 7 أكتوبر 2023، وفي الوقت ذاته تسعى تل أبيب لإثبات حضورها وقوتها أمام دول الجوار، دون الانزلاق في مغامرات غير محسوبة.
وحذرت المجلة في ختام تقريرها من أن استمرار الضربات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية قد يؤدي إلى تفاقم الخلاف مع تركيا، وهو ما من شأنه إشعال فتيل صراع إقليمي جديد غير مرغوب فيه، في وقت تحتاج فيه المنطقة إلى التهدئة والحلول السياسية بدلًا من التصعيد العسكري.