المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين في لبنان تحذر من تداعيات خطيرة لأزمة التمويل
حذّرت ليزا أبو خالد، الناطقة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، من التداعيات الخطيرة للعجز المتزايد في التمويل الإنساني، مؤكدة أن التجميد الأخير للدعم الأميركي وتراجع مساهمات عدد من المانحين، يُقوّضان بشكل حاد قدرة المفوضية على تقديم الخدمات الأساسية للاجئين، الذين يشكل السوريون غالبيتهم.
وفي تصريحات نُقلت عن صحيفة “المدن”، أشارت أبو خالد إلى أن هذه الفجوة التمويلية تأتي في لحظة حرجة، حيث تتزايد الحاجة إلى موارد مالية كافية لضمان استمرار التدخلات المنقذة للحياة، والحفاظ على الاستجابة الإنسانية الشاملة في لبنان، الذي يُعد من أكثر الدول تأثراً بأزمة النزوح السوري.
وأضافت أن الاحتياجات الإنسانية في المنطقة، لا سيما في لبنان وسوريا، بلغت مستويات غير مسبوقة منذ سنوات، نتيجة استمرار النزاع السوري، وظهور موجات نزوح جديدة، إلى جانب هشاشة الأنظمة الوطنية التي تواجه بالفعل ضغوطًا كبيرة على مختلف المستويات الصحية والاجتماعية والاقتصادية.
وحذّرت أبو خالد من أن غياب التمويل الكافي لا يهدد فقط بعرقلة الاستجابة الراهنة، بل يرفع أيضًا كلفة وتعقيد أي استجابة مستقبلية، ما يفاقم من عمق الأزمات الحالية، ويُضعف قدرة المفوضية على مواكبة التطورات الطارئة.
وقالت:”حالة عدم اليقين في التمويل، وانعدام الرؤية حول حجم الدعم المرتقب، يجبرنا على اتخاذ قرارات صعبة، مع تركيز عمل المفوضية في لبنان حالياً على الأنشطة المنقذة للحياة.”
ويأتي هذا التحذير في وقت يعيش فيه لبنان أزمة اقتصادية خانقة، فيما يُقدر عدد اللاجئين السوريين فيه بأكثر من 1.5 مليون لاجئ، وسط تراجع كبير في الموارد المتاحة للبرامج الإنسانية، وزيادة حدة التوترات الاجتماعية والضغوط السياسية حول ملف اللجوء.