خبير اقتصادي يحذر: سوق السيارات في سوريا مهدد بالتحول إلى “مكب للمركبات المتهالكة”
حذر الخبير الاقتصادي مجدي الجاموس من استمرار استيراد السيارات إلى سوريا بوتيرة متصاعدة، مؤكدًا أن ذلك قد يحوّل السوق السوري إلى “مكب للسيارات المتهالكة” في ظل غياب البنية التحتية التنظيمية، واستمرار استيراد السيارات سواء من المناطق الشمالية أو عبر معبر نصيب الحدودي أو عبر البواخر البحرية.
وأوضح الجاموس أن عدد السيارات المستوردة منذ سقوط نظام الأسد قُدِّر بنحو 110 آلاف سيارة، مشيرًا إلى أن استيراد هذا الكم الكبير دون تطوير أنظمة تسجيل وتنظيم مرور مناسبة يُنذر بـ فوضى عارمة في السوق السورية.
وقال الجاموس في تصريح صحفي:”الاستيراد المتواصل للسيارات، دون وجود قاعدة بيانات دقيقة أو بنية مرورية متطورة، سيؤدي إلى اختناقات تنظيمية ويعيق تحديث نظام المرور السوري.”
كما انتقد الجاموس سلوك تجار السيارات الذين يواصلون عمليات الاستيراد دون اعتبار للواقع الاقتصادي والبيئي، معتبرًا أن هذا التوجه يحدّ من فرص التحول نحو السيارات الكهربائية، ويُفاقم من المشكلات في قطاع النقل، لا سيما مع عدم وجود سياسة حكومية واضحة في هذا الإطار.
وأضاف:”يجب أن نتوافق مع التطورات العالمية ونتجه تدريجيًا نحو السيارات الكهربائية، لا أن نستورد مركبات متهالكة تزيد من العبء البيئي والاقتصادي.”
وعن البعد المالي، انتقد الجاموس سياسة “حبس السيولة” التي ينتهجها مصرف سوريا المركزي، قائلًا:”من غير المفهوم أن يُقال إننا نعاني من شحّ في السيولة النقدية ويتم تقييد حركة الأموال داخليًا، في حين يُسمح بخروج ملايين الدولارات إلى الخارج لاستيراد السيارات.”
كما أشار إلى أن أسعار السيارات في سوريا، رغم انخفاضها النسبي، لا تتناسب مع دخل الأفراد والوضع المعيشي المتدهور، وهو ما يجعل امتلاك السيارة عبئًا إضافيًا على شريحة واسعة من المواطنين.