خط ساخن بين تركيا وإسرائيل لتفادي التصعيد العسكري في سوريا وسط تنسيق أمني متزايد
كشفت مصادر مطلعة لموقع ميدل إيست آي عن إنشاء خط اتصال ساخن بين تركيا وإسرائيل، يهدف إلى تجنب أي اشتباك عسكري أو سوء فهم محتمل في سوريا، وذلك في أعقاب لقاءات أمنية جرت بين الطرفين في نيسان/أبريل الماضي بأذربيجان.
ويُعد هذا التطور أحدث مؤشر على التقارب الحذر بين أنقرة وتل أبيب في الملف السوري، الذي تتشابك فيه مصالح إقليمية ودولية معقدة، خاصة في ظل التواجد العسكري المتعدد الأطراف على الأراضي السورية.
ووفقاً لأحد المصادر المطلعة على سير المفاوضات، فإن إسرائيل لا تبدي معارضة جوهرية لنشر قوات تركية برية داخل سوريا، بما يشمل وحدات مدرعة ومشاة، إلا أن التحفظ الإسرائيلي يتركز على مواقع نشر أنقرة لمنظومات الدفاع الجوي والرادارات، والتي قد تعيق أو تراقب العمليات الجوية الإسرائيلية داخل سوريا.
“المحادثات تسير بشكل إيجابي، والنقاش يتركز حالياً على ما يُعرف بـ’خط تدمر’. هذه المنطقة تُعد رمادية من الناحية الأمنية، وإسرائيل قد تكون متقبلة لانتشار تركي شمال هذا الخط كما أنه الجدير بالذكر أن الجيش التركي قام الشهر الماضي بتحرك ميداني نحو قاعدة “T4” الجوية الواقعة قرب مدينة تدمر، حيث خطط لنشر طائرات مسيّرة وطائرات استطلاع في إطار تحالف إقليمي يضم العراق ولبنان والأردن لدعم الحكومة السورية في مواجهة فلول تنظيم داعش.
لكن هذا التحرك قوبل برد إسرائيلي سريع، حيث شنت طائرات إسرائيلية غارات على القاعدة، استهدفت خلالها المدارج وعدداً من الحظائر العسكرية، وذلك قبل اكتمال الانتشار التركي في الموقع.
ووفق التقرير، فقد أعد الجيش التركي خططاً لنشر مؤقت لمنظومة الدفاع الجوي الروسية “S-400” في القاعدة، بهدف تأمين القوات المنتشرة وردع الهجمات المعادية، إلا أن هذا الاحتمال أثار قلقاً كبيراً لدى القيادات الأمنية الإسرائيلية، خاصة من إمكانية رصد وتتبع تحركات سلاح الجو الإسرائيلي في الوقت الحقيقي.
من أبرز النقاط المثيرة للخلاف هي رغبة إسرائيل في الحفاظ على حرية عملياتها الجوية داخل سوريا، وخصوصاً في ظل احتمال تنفيذ ضربات استباقية ضد مواقع إيرانية أو منشآت نووية في الأشهر المقبلة. وتسعى تل أبيب إلى ضمان عدم كشف هذه الطلعات بواسطة الرادارات أو المنظومات التركية المنتشرة في الميدان.
