الباحث حسين الشرع: سوريا أمام فرصة تاريخية للتنمية الشاملة وإعادة الإعمار المتوازن
رأى الكاتب والباحث السوري حسين الشرع أن سوريا، بعد سنوات طويلة من الحرب والدمار، باتت تقف اليوم على أعتاب فرصة تاريخية لانطلاقة تنموية شاملة تُعيد الحياة إلى المدن والريف، وتُؤسس لمرحلة جديدة من إعادة البناء المتوازن.
وفي مقال نُشر له في مجلة “المجلة”، أكد الشرع أن ما تعرضت له سوريا خلال السنوات الماضية من دمار وخراب لا مثيل له في العصر الحديث، يستدعي وضع أولويات واضحة لمرحلة التعافي، تبدأ من إعادة إعمار المساكن والبنى التحتية، وتمر عبر إحياء قطاعات التعليم والصحة والزراعة، ولا تنتهي إلا بـ استعادة الدور الحضاري للمدن التاريخية وإحياء الصناعة الوطنية.
وشدد على أن ما أسماه بـ”التنمية المجتمعية” يجب أن تشكل الركيزة الأساسية لأي خطة نهوض، محذراً من العودة إلى مشاريع غير متوازنة أو نخبوية لا تلبي الحاجات الأساسية للناس، ومؤكداً أن توفير فرص العمل المنتجة والمستقرة هو الأساس لتحقيق الأمن والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
وفي ما يخص القطاع الصناعي، دعا الشرع إلى إعادة تقييم وضع المصانع القائمة، لاسيما في قطاعات النسيج والصناعات الغذائية والهندسية، مؤكداً أن سوريا لا تزال تمتلك بنى صناعية قابلة لإعادة التشغيل، بشرط تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، والانفتاح على الاستثمارات المحلية والدولية وفق رؤية وطنية واضحة.
واختتم الشرع مقاله بالتأكيد على أن الفرصة لا تزال ممكنة، لكنها تتطلب إرادة سياسية ومجتمعية حقيقية، وبرامج مدروسة تراعي العدالة في توزيع الموارد، وتمنح الأولوية لإنسان سوريا الذي دفع أثماناً باهظة في سنوات الحرب، ولا يزال ينتظر الأمل.
