أزمة الإسكان في سوريا تهدد عودة اللاجئين: دمار واسع في المدن والمناطق السكنية
حذّرت تقارير أممية ودولية من أن أزمة الإسكان الخانقة في سوريا باتت تُشكّل عقبة رئيسية أمام عودة اللاجئين إلى بلادهم، في ظل دمار واسع طال البنية التحتية السكنية، خاصة في المدن التي شهدت معارك عنيفة خلال سنوات الحرب.
ووفق بيانات صادرة عن البنك الدولي، فإن الحرب التي شنّها النظام السوري على مناطق المعارضة تسبّبت في تدمير ما بين 27% إلى 33% من الوحدات السكنية ضمن مناطق الصراع، ما يضع تحديات كبيرة أمام أي عملية إعادة إعمار شاملة أو عودة آمنة وكريمة للنازحين واللاجئين.
وفي سياق متصل، كشف تحليل لصور أقمار صناعية أجراه معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث (UNITAR) عن حجم الدمار الهائل الذي لحق بالبنية العمرانية في 16 مدينة سورية رئيسية، حيث سجّلت بعض المدن نسب تدمير كارثية، كما يلي:
حلب: 355,722 مبنى متضرر
الغوطة الشرقية: 34,136
حمص: 13,778
الرقة: 12,781
حماة: 10,529
دير الزور: 6,405
مخيم اليرموك والحجر الأسود: 5,489
الزبداني: 3,364
درعا: 1,503
إدلب: 1,415
ويُعد هذا الدمار أحد العوامل الأكثر تأثيرًا على مستقبل الاستقرار في سوريا، حيث يواجه ملايين السوريين في الداخل والخارج صعوبات جمة في إيجاد مساكن صالحة للسكن أو إعادة إعمار ما دُمّر، في ظل غياب دعم دولي كافٍ وتعثر العملية السياسية.
وأكدت تقارير حقوقية وإنسانية أن غياب الخطط الواضحة لإعادة الإعمار، وتدهور الوضع الاقتصادي، واستمرار غياب الضمانات الأمنية، كلها عوامل تُعيق عودة أكثر من 5.5 مليون لاجئ سوري في الخارج، يعيش معظمهم في دول الجوار.
ويأتي هذا التقرير في وقت تتكثف فيه الدعوات الدولية لتوفير بيئة آمنة لعودة السوريين، غير أن الواقع على الأرض، بحسب هذه المعطيات، يكشف أن العودة ما تزال بعيدة المنال دون معالجة جذرية للأزمة السكنية والاقتصادية والسياسية في البلاد.