زراعة الزعفران في سوريا.. أرباح تفوق التوقعات
سوريا أونلاين، 10 آب 2025
خلال الأعوام الأخيرة، بدأ محصول الزعفران يفرض نفسه كمحصول واعد في الزراعة السورية، محققًا اهتمامًا متزايدًا من المزارعين والمستثمرين على حد سواء. هذا النبات الثمين، المعروف عالميًا بـ”الذهب الأحمر”، يمكن أن يصل سعر الكيلوغرام منه إلى ما بين 4 و7 آلاف دولار، وهو ما يجعله من أعلى المحاصيل قيمة على الإطلاق. ولإنتاج هذا الكيلوغرام يلزم جمع ما يقارب 150 ألف زهرة، واستخراج مياسمها بعناية فائقة.
تجارب الزراعة في سوريا أثبتت أن المنتج المحلي يتميز بلونه الأحمر الداكن ورائحته القوية، إضافة إلى خلوه من المبيدات، ما يمنحه ميزة تنافسية كبيرة في الأسواق الخارجية. وتتركز زراعته حاليًا في مناطق متفرقة من البلاد، منها دمشق، حمص، السويداء، إدلب، درعا، حماة والمناطق الجبلية، مع تحقيق مردود يصل في بعض الحالات إلى ثلاثة أضعاف رأس المال خلال عام واحد.
الزعفران لا يحتاج لمساحات واسعة أو كميات كبيرة من المياه، كما أنه مقاوم للأمراض، ما يجعله خيارًا مثاليًا للأسر الريفية. وإلى جانب قيمته الاقتصادية، يمتاز الزعفران بفوائد غذائية وطبية عديدة؛ فهو مضاد أكسدة طبيعي، يساعد على تحسين المزاج، يدعم صحة القلب، ويستعمل في صناعة مستحضرات التجميل، إضافة إلى كونه من أرقى أنواع المنكهات الطبيعية في المطبخ.

رغم ذلك، ما تزال زراعته تواجه تحديات، منها ضعف خبرة المزارعين، صعوبة الحصول على بصيلات عالية الجودة، وارتفاع تكاليف تأسيس الحقول. كما أن معظم عمليات الزراعة والحصاد تتم يدويًا، الأمر الذي يزيد من الجهد والتكاليف. أما التسويق، فما زال يعتمد على المبادرات الفردية في غياب تسعيرة رسمية واضحة، مما يفتح الباب أمام تفاوت الأسعار بشكل كبير.
خبراء الزراعة يؤكدون أن الطلب العالمي على الزعفران في ازدياد مستمر، مع توقعات بوصول حجم سوقه إلى ملياري دولار بحلول عام 2026، وهو ما يمثل فرصة حقيقية لسوريا إذا ما تم تنظيم زراعته وتطوير آليات تسويقه. كما أن التوجه نحو تعبئته بعبوات فاخرة أو استخلاص مواده الفعالة لصالح شركات الأدوية قد يضاعف العائدات بشكل كبير.
اليوم، يقف “الذهب الأحمر” أمام فرصة ذهبية ليصبح أحد المحاصيل الاستراتيجية في سوريا، ومصدرًا مهمًا للعملة الصعبة، شريطة الاستثمار في الخبرة، تنظيم التسويق، وتوفير الدعم الفني للمزارعين لزيادة الإنتاج وتحسين الجودة.