نقابة الفنانين السوريين تدعو إلى إطلاق مسار العدالة الانتقالية وتؤكد التزامها بدعم المصالحة الوطنية
دعت نقابة الفنانين السوريين، في بيان رسمي صدر عنها، إلى إطلاق مسار وطني جاد للعدالة الانتقالية، معتبرة أن هذا المسار ليس مجرد بند تفاوضي في الحوارات السياسية، بل هو الركيزة الأساسية للسلم الأهلي، والجسر الذي يصل بين جراح الماضي وسلام المستقبل.
وشددت النقابة على أن تشكيل هيئة وطنية مستقلة للعدالة الانتقالية بات ضرورة وطنية ملحّة، بهدف منع أي نزعات انتقامية فردية أو جماعية، وضمان تحقيق الإنصاف لكافة المتضررين من سنوات النزاع، معتبرة أن غياب المساءلة واستمرار الإفلات من العقاب يشكلان تهديداً مباشراً لاستقرار البلاد، ويفتحان الباب أمام موجات جديدة من العنف وعدم الثقة.
وأكّدت النقابة في بيانها أن “المجرم لا يُمثّل سوى نفسه”، وأنه لا يجوز تحميل عائلته أو بيئته الاجتماعية أو الدينية أو الجغرافية مسؤولية أفعاله، داعية إلى الفصل بين الجريمة والمسؤولية الجماعية، كمدخل أساسي لتعزيز المصالحة الوطنية.
كما أعربت النقابة عن التزامها الكامل بدورها كمؤسسة فنية وثقافية في توثيق ذاكرة المتضررين من النزاع، والمساهمة في دعم مسارات المصالحة والعدالة من خلال الفن والإنتاج الإبداعي، مؤكدة أن الذاكرة الجمعية هي جزء لا يتجزأ من أي عملية تعافٍ حقيقي.
وختمت النقابة بيانها بدعوة الحكومة السورية إلى اتخاذ خطوات ملموسة وجادة لإطلاق مسار العدالة الانتقالية، بوصفه ضمانة أساسية لبناء سوريا المستقبل، على أسس المواطنة والعدالة والكرامة الإنسانية.
وتعد هذه المواقف من نقابة الفنانين السوريين تطوراً لافتاً في انخراط المؤسسات المدنية والثقافية في النقاش الوطني حول مستقبل العدالة والمصالحة، في وقت تتزايد فيه الدعوات الداخلية والدولية لوضع إطار شفاف وشامل لمعالجة آثار الصراع السوري الممتد منذ أكثر من عقد.