أزمة صحية في مخيمات شمال غرب سوريا.. نساء حوامل يواجهن الخطر
تعيش النساء الحوامل في مخيمات النزوح شمال غرب سوريا أوضاعاً إنسانية مأساوية، في ظل تدهور متصاعد في القطاع الصحي وتراجع الدعم الدولي للمراكز الطبية، ما بات يشكل تهديداً مباشراً على حياة الأمهات وأطفالهن، وفق ما أفادت به تقارير إعلامية وصحية حديثة.
ونقلاً عن إذاعة صوت ألمانيا (دويتشه فيله)، إلى أن حالات وفاة ومضاعفات خطيرة تتكرر بين النساء الحوامل، نتيجة تفاقم الفقر، وسوء التغذية، وانعدام الوصول إلى الرعاية الطبية الأساسية، إضافة إلى توقف عدد كبير من المراكز الصحية عن العمل.
وفي شهادة مؤثرة، روت والدة شابة توفيت أثناء ولادة عسيرة، أن ابنتها كانت تعاني من تسمم الحمل، لكنها لم تتمكن من الوصول إلى طبيبة نسائية بسبب بُعد المسافة عن المركز الطبي وارتفاع تكاليف النقل، مشيرة إلى أن ابنتها فقدت حياتها في ظروف مؤلمة داخل المخيم كما تحدثت سيدة أخرى عن فقدان جنينها بسبب تأخر نقله إلى المستشفى، في وقت كانت تحتاج فيه إلى تدخل طبي عاجل لم يتوفر في الوقت المناسب.
وأكدت بتول الخضر، مسؤولة الصحة الإنجابية في مديرية صحة إدلب، أن 40 مركزاً صحياً من أصل 99، و16 مستشفى من أصل 53 توقف فيها الدعم بشكل كامل، مما تسبب في تدهور الخدمات المقدمة للحوامل والمرضعات في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.
وحذّرت الخضر من أن صعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية، وارتفاع مخاطر الولادة في بيئة النزوح، وسوء خدمات المياه والتغذية، جميعها عوامل تُفاقم معاناة النساء وتزيد من معدلات الوفيات والمضاعفات الصحية.
ودعت الخضر الجهات الإنسانية والدولية إلى إنشاء وحدات طبية للطوارئ داخل المخيمات، وتأهيل قابلات مجتمعيات، وزيادة عدد العيادات المتنقلة، إلى جانب تعزيز التوعية الصحية وتحسين خدمات المياه والتغذية، كخطوات ضرورية للتخفيف من حدة الكارثة الصحية التي تتعرض لها آلاف النساء في المنطقة.
تسلّط هذه الأزمة الضوء على الحاجة الملحة لاستجابة دولية فاعلة ومستدامة، تنقذ الأرواح وتعيد الحد الأدنى من الخدمات الصحية لمجتمعات تعاني من الحرب والنزوح والإهمال.