جيمس جيفري: رفع العقوبات عن سوريا يوجّه ضربة قاصمة لطموحات إيران
رأى المبعوث الأميركي الأسبق إلى سوريا، جيمس جيفري، أن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن رفع العقوبات عن سوريا يمثل لحظة مفصلية في مسار الأزمة السورية، ويُعد بمثابة إغلاق فعلي لباب طموحات طهران التوسعية في المنطقة، والتي لطالما استغلت هشاشة المشهد السوري لتعزيز نفوذها عبر مشروع “الهلال الشيعي”.
وفي مقال نُشر يوم الأربعاء في مجلة “المجلة”، اعتبر جيفري أن القرار الأميركي يحمل دلالات تاريخية عميقة، إذ يأتي تتويجًا لسلسلة من الانتكاسات التي تعرّضت لها إيران ووكلاؤها في الإقليم خلال السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ساهمت في توحيد المواقف الدولية تجاه قضايا الشرق الأوسط، وفتحت الباب أمام تحول استراتيجي في مقاربة الملف السوري.
وأضاف جيفري أن رفع العقوبات يشكل مكسبًا كبيرًا للشعب السوري، موضحًا أنه “يفتح نافذة أمل حقيقية أمام جهود إعادة الإعمار، وهو التحدي الأكبر بعد سنوات من الحرب والدمار”، لكنه حذر في الوقت نفسه من أن الانزلاق مجددًا إلى الفوضى أو الاحتراب الداخلي لا يزال خطرًا قائمًا إذا لم تُواكب هذه الخطوة بإصلاحات داخلية وتفاهمات إقليمية.
وشدد الدبلوماسي الأميركي على أن إعادة دمج سوريا في محيطها العربي والإقليمي تمثل فرصة واقعية لفتح صفحة جديدة، قائلاً إن “ذلك قد يمهّد لشرق أوسط أكثر استقرارًا وازدهارًا، خصوصًا في ضوء التراجع الواضح للنفوذ الإيراني، وتطورات لافتة أخرى، من بينها الإعلان عن حل حزب العمال الكردستاني المصنف كتنظيم إرهابي في تركيا”.
وأشار جيفري إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب تنسيقًا دوليًا فعالًا، لضمان نجاح مسار الانتقال السياسي في سوريا، وتثبيت الاستقرار، ومنع أي محاولات من أطراف خارجية لإعادة إشعال الصراع من جديد.