سوريون في دمشق وريفها يبدؤون ترميم منازلهم المدمرة بجهود فردية وسط تحديات مالية وأمنية
بدأ العديد من السوريين الذين عادوا إلى دمشق وريفها بعد إسقاط نظام الأسد، العمل على إعادة ترميم منازلهم المدمرة بجهودهم الفردية، رغم التحديات المالية الكبيرة والمخاطر الناجمة عن وجود مخلفات حرب غير منفجرة تحت الأنقاض.
وفي حديث لصحيفة “الشرق الأوسط”، قال رجل ستيني عاد إلى منزله في حي برزة البلد إنه قرر العودة لترميم ما يستطيع بناؤه بنفسه، معرباً عن أمله في الانتقال سريعاً للسكن تحت سقف مشقق. وأوضح قائلاً: “هذا أفضل بكثير من الغربة. هنا ذكرياتي وحياتي رغم كل الدمار”.
وفي حي القابون، أكد أحد السكان العائدين أنه لن ينتظر وعود إعادة الإعمار الحكومية التي طال أمدها، مضيفاً: “سكان الحي هم فقط من سيعيدون الروح إلى منازلهم المدمرة”.
كما تحدثت سيدة عادت من الأردن مع زوجها وبناتها الثلاث عن قرارهم بالعودة للعيش مجدداً في منزلهم الذي تحول إلى كومة من الأنقاض، قائلة: “الرئيس المخلوع هرب وترك لنا الخراب والذكريات المؤلمة، لكننا قررنا العودة وبناء حياتنا من جديد”.
وفي أحد أحياء دمشق، قال نازح عاد إلى منطقته إنه لم يستطع التعرف على محله ومنزله اللذين كانا متجاورين على الشارع العام، مشيراً إلى أن ما تبقى منهما عبارة عن كتلة خرسانية من الأنقاض وذكريات حرب مؤلمة.
ورغم هذه التحديات، يسعى العائدون إلى ترميم منازلهم بأبسط الإمكانيات، مؤكدين أن العودة إلى الوطن والعيش وسط الركام أهون عليهم من سنوات الغربة والشتات. هذه الجهود الفردية تعكس إرادة قوية لدى السكان لإعادة بناء حياتهم وإحياء مناطقهم التي دمرتها الحرب.