بتدخل ولي العهد السعودي… واشنطن ودمشق تكسران الجليد
في تطور دبلوماسي غير مسبوق منذ أكثر من عقدين، نجح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في التوسط لعقد أول لقاء رئاسي بين الولايات المتحدة وسوريا منذ عام 2000، حيث أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيلتقي نظيره السوري أحمد الشرع، اليوم، في العاصمة السعودية الرياض.
وأكدت مصادر في البيت الأبيض أن هذا اللقاء يأتي ثمرة لجهود الوساطة التي قادها الأمير محمد بن سلمان، والتي تكللت بإقناع الرئيس ترامب باتخاذ خطوة مفاجئة برفع جميع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، ما يمثل تحولًا جذريًا في السياسة الأميركية تجاه دمشق.
وقال ترامب في تصريحات له عشية اللقاء:”ناقشت الملف السوري بشكل معمّق مع ولي العهد السعودي، وأقنعني بأن الوقت قد حان لفتح صفحة جديدة… وعليه، قررت رفع العقوبات كافة عن سوريا، كخطوة أولى نحو مستقبل مختلف”.
وأضاف البيان الصادر عن البيت الأبيض:”الرئيس (ترامب) وافق على تحية الرئيس السوري خلال زيارته إلى السعودية، في إطار جهود المملكة لتعزيز الاستقرار في المنطقة ويُعد هذا اللقاء هو الأول من نوعه بين رئيس سوري ورئيس أميركي منذ اللقاء التاريخي الذي جمع الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد بالرئيس الأميركي بيل كلينتون في جنيف عام 2000.
المحللون يرون في هذا الانفراج الدبلوماسي مؤشراً على دخول المنطقة مرحلة جديدة من إعادة ترتيب التحالفات والانفتاح التدريجي على دمشق، وسط تغيّرات جيوسياسية متسارعة، تلعب الرياض فيها دوراً محورياً.
ويُتوقع أن تتناول القمة الأميركية-السورية المرتقبة ملفات حساسة، تشمل مستقبل الوجود العسكري الأجنبي في سوريا، ومسار إعادة الإعمار، والتعاون في ملف مكافحة الإرهاب، إضافة إلى بحث آفاق عودة سوريا إلى المنظومة العربية والدولية.
