المجلس النرويجي للاجئين: تحسين البنية التحتية والخدمات في سوريا مفتاح لعودة آمنة ومستدامة للملايين
دعا المجلس النرويجي للاجئين إلى استثمار عاجل في البنية التحتية والخدمات الأساسية في سوريا، معتبراً أن تحسين الظروف المعيشية يعد شرطاً أساسياً لتمكين ملايين النازحين السوريين من اتخاذ قرار العودة الطوعية والآمنة إلى بلادهم، بعد سنوات من النزوح الداخلي واللجوء في الخارج.
وأوضح المجلس، في تقرير حديث مدعوم بنتائج استطلاع ميداني شمل أكثر من 100 شخص من العائدين إلى مناطقهم، أن نحو نصف هؤلاء العائدين رجعوا إلى منازل مدمّرة أو غير صالحة للسكن، فيما لا يمتلك 40% منهم إثباتات قانونية لملكية منازلهم أو أراضيهم، وهو ما يعرقل جهود إعادة الاندماج والاستقرار في المجتمعات المحلية.
وأشار التقرير إلى أن الوصول إلى الكهرباء والمياه لا يزال محدوداً للغاية في معظم المناطق السورية، خاصة في ريف دمشق، وحمص، ودرعا، حيث يعاني العائدون من نقص حاد في الخدمات الأساسية مثل التعليم، والرعاية الصحية، والبنية التحتية، مما يدفع بعضهم إلى النزوح مجدداً بحثاً عن الحد الأدنى من مقومات الحياة.
وفي هذا السياق، شددت جولي فيبس، المديرة القطرية لمكتب المجلس في سوريا، على ضرورة تحويل الالتزامات الدولية إلى خطوات عملية، قائلة:”لدينا فرصة سانحة للانتقال من الخطاب إلى الفعل، ودعم السوريين في تمهيد الطريق نحو مستقبل أفضل من خلال استثمارات حقيقية في التعافي وإعادة الإعمار”.
وجدد المجلس النرويجي للاجئين دعوته إلى المجتمع الدولي والجهات المانحة إلى العمل المنسق مع السلطات السورية لتوفير بيئة آمنة ومستقرة تضمن عودة كريمة للسوريين إلى وطنهم، مشدداً على أن تعافي سوريا لا يمكن أن يتحقق دون مقاربة شاملة تجمع بين الحلول الإنسانية والاقتصادية والتنموية.
