الشيخ آدم يثير جدلاً واسعاً في ألمانيا.. ما حقيقة سحب الجنسية الألمانية منه (فيديو)

14 يناير 2023928 مشاهدةآخر تحديث :
الشيخ آدم يثير جدلاً واسعاً في ألمانيا.. ما حقيقة سحب الجنسية الألمانية منه (فيديو)

الشيخ آدم يثير جدلاً واسعاً في ألمانيا.. ما حقيقة سحب الجنسية الألمانية منه

ألمانيا بالعربي – متابعات

حالة جديدة وغير مسبوقة يشهدها مؤخراً اللاجئون السوريون في ألمانيا، على خلفية ادّعاء لاجئ سوري ينشط على منصة “تيك توك”، بأن السلطات الألمانية سحبت منه جنسية البلاد بعد منحها له في العام الماضي.

ووفق إفادة “التيكتوكر” السوري المعروف على المنصة باسم “الشيخ آدم”، فإن سحب الجنسية منه جاء على إثر نشره مقطعاً على “تيك توك” قبل عدة أسابيع اتهم فيه مجموعة من السيدات اللاجئات والمهاجرات، من سوريا ودول عربية أخرى، بنشر مرض “الإيدز” داخل إحدى المدن الألمانية.

وعقب انتشار المقطع الذي نشر فيه مزاعمه بحقهن، تقدمت مجموعة من السيدات المستهدفات بشكوى ضده والمطالبة بسحب الجنسية الألمانية منه وإعادته إلى سوريا.

بكاء وتهديدات

وظهر “الشيخ آدم” وهو يبكي في مقطع مصوّر تداولته منصات التواصل الاجتماعي، زاعماً فيه سحب السلطات الجنسية الألمانية ومطالبته بدفع غرامة مالية، ووجّه عبره تهديدات للسيدات اللواتي رفعن ضده القضية. وقال: “اليوم بيوصلني جواز السفر السوري مشان الترحيل على سوريا… أنا تواصلت مع 30 سيدة اللي رفعوا القضية. وفي منهن 22 وحدة ما اعتذروا ولا بدهن يتنازلوا عن الشكوى. لح أفضحهن فضيحة مرتبة. ثماني سيدات ورجيتون إن أنا معتذر، اعتذروا ولغوا الشكوى ضدي”.

وأردف: “أنا ما بستحق الترحيل لأن أنا معتذر. هذا ظلم”، لافتاً إلى أنه مستعد لترك “التيك توك” مقابل أن ترجع له جنسيته الألمانية. ثم عاد ليهدد مجدداً: “22 وحدة، أرقامكن وصوركن رح تنزل مشان تعرفوا هالقصة لما أترحّل. هخليكن تتطلقوا من أزواجكن إذا كنتو متزوجات… أنتو مزعوجين أصلاً لأن أنا أخدت الجنسية الألمانية”. ثم راح يوجه انتقادات لاذعة بحق اللاجئين السوريين عامة.

الاتهام بنشر الإيدز وأصل المشكلة

بدأت تفاصيل القضية قبل نحو شهر ونصف الشهر حين تداولت حسابات على “تيك توك” تسجيلات مصورة قصيرة إشاعات تقول إن مرض الإيدز بدأ ينتشر في مدينة إيسن غربي ألمانيا بوساطة لاجئات ومهاجرات عربيات بناءً على مزاعم روج لها “الشيخ آدم” الذي كان قد اكتسب الجنسية الألمانية قبل وقت قصير من نشر المقطع، وذلك عبر حسابه الذي يضم أكثر من 100 ألف متابع على المنصة.

وظهر “الشيخ” في أحد المقاطع المصورة وهو يقول: “بعد تفشي الإيدز في إيسن عند العرب والعربيات، الرجال ما عم يقربوا على نسوانهن.. حرفياً، ما عم يقربوا على نسوانهن. وعم يبعتوهن على الدكاترة ليعملوا فحص الإيدز. المستشفيات كلّا مليانة بالعربيات.. فوتوا على المستشفى وشوفوا العربيات”، في إشارة منه إلى أن اللاجئات العربيات يعملن بـ “الدعارة”، ونعتهنّ بـ “المطلّقات”.

وعلى خلفية انتشار الإشاعة، تدخل الناشط في حقوق الإنسان والمحامي السوري المقيم في ألمانيا محمد كاظم هنداوي وأنذر الأشخاص الذين يروجون لهذه الإساءات للجاليات العربية بالملاحقة القانونية وفق القوانين الألمانية، فتراجع الكثير منهم وحذفوا منشوراتهم. إلا أن “الشيخ آدم” استمر بترويج الإشاعة متحدياً المحامي وجهات الادّعاء.

وعلى إثر ذلك، تعهّد هنداوي بملاحقة “الشيخ آدم” قضائياً بما في ذلك سحب الجنسية منه، معلناً أن 30 سيدة عربية لاجئة في ألمانيا وكّلنه لرفع دعوى قضائية ضد التيك توكر السوري بسبب الضرر الواقع عليهن من حديثه الكاذب والمضلل، وتقدّم بالشكوى باسمهن.

ولاحقاً، نشر “الشيخ آدم” تسجيلات مصوّرة عديدة، ظهر في أحدها وهو يحمل ورقة التبليغ بالدعوى وتفاصيلها من محكمة ألمانية، وقال: “أنا في ألمانيا ولح ظل أحكي وأحكي حتى لو سحبوا الجنسية”، ثم مزّق ورقة التبليغ القضائي ومجريات المحاكمة. واستمر بعد ذلك بنشر مقاطع مصوّرة اشتملت على تهديدات بحق المحامي والنساء الموكّلات.

وفي مقطع آخر، ظهر الشاب بجانب شاشة تعرض قائمة بأسماء وجميع بيانات النساء اللاتي اشتكين عليه، وغالبيتهن من سوريا والعراق، مشيراً إلى أنه حصل عليها من محاميه.

هنداوي: الشيخ آدم يكذب بخصوص الجنسية

وعقب نشر “آدم” مقطعه الذي زعم فيه فقدانه الجنسية الألمانية، نشر المحامي هنداوي تسجيلاً مصوراً على حسابه في فيس بوك أوضح فيه أن الدعوى القضائية تستلزم منه –كمحامٍ- عدم التصريح حول مجرياتها “لأنها حالياً ضمن فترة (الصمت القضائي) ولم تطلق حكمها النهائي بعد، فهناك استئناف ونقض…”.

وأكّد هنداوي أن كل ما نشره “آدم” بخصوص سحب الجنسية وترحيله إلى سوريا “كذب بكذب، ولا أساس له من الصحة”، وأضاف أنه “يتباكى لتحقيق المشاهدات”. ولفت إلى أنه أوقف نشره البيانات الشخصية للسيدات الموكلات لأنها تعرضهن للخطر.

وبحسب الهنداوي، فإنه لم يصدر أي قرار ضده بالترحيل إلى سوريا أو فرض غرامة مالية أو ما شابه، مشيراً إلى أن قرار ضبطه الأخير كان على خلفية خروجه في التسجيل المصور وتهديد السيدات علناً وعرض بياناتهن الشخصية وتعريضهن للخطر.

ما حالات سحب الجنسية الألمانية؟

ووفق القانون الألماني الخاص باكتساب الجنسية وإسقاطها، فإن فقدان- سحب الجنسية يتم في إحدى الحالات التالية:

  • طلب الحصول على جنسية أخرى (غير جنسية البلد الأصلي والألمانية).
  • من خلال التطوع في القوات المسلحة لدولة أخرى تحمل جنسيتها. فعلى سبيل المثال إذا كان أحدهم يحمل الجنسية الألمانية والسورية والتحق بالجيش السوري دون تصريح خاص فإنه سيخسر جنسيته الألمانية.
  • فقدان الجنسية الألمانية بالتنازل (إذا كنت تحمل جنسية مزدوجة)
  • فقدان الجنسية الألمانية بالتبني، في حال تم تبنيك من قبل شخص غير ألماني.

وفقدان الجنسية الألمانية يعني أيضاً فقدان جميع الحقوق والالتزامات المترتبة عليها. حتى إذا كان لا يزال جواز السفر الألماني بحوزة فاقد الجنسية، فهو من الناحية القانونية أصبح أجنبياً ويحتاج إلى تصريح إقامة وعمل للعيش والعمل في ألمانيا.

تعديلات قانون الجنسية
بالإضافة إلى الحالات السابقة، أجرت الحكومة الألمانية تعديلات جديدة على قانون الجنسية في ألمانيا عام 2009، أطلقت بموجبها صلاحية سحب الجنسية من الحاصل على الجنسية خلال السنوات الـ5 الأولى من حصوله عليها.

ونص القانون الذي تم تعديله في شباط عام 2009، على إمكانية سحب الجنسية من الشخص المتجنس خلال خمس سنوات بعد حصوله على الجنسية إذا كان التجنيس “ناتجاً عن احتيال أو تهديد أو تقديم الرشوة أو إعطاء معلومات غير صحيحة أو غير كاملة بشكل متقصد”.

وعند انطباق إحدى هذه الشروط، يسمح القانون بسحب الجنسية من الشخص، حتى ولو بقى بدون جنسية. وعندما يكون لسحب الجنسية تأثير على وضع الأقارب-بحسب القانون- ينبغي عندئذ اتخاذ “قرار تقديري”، مع مراعاة مصالح الأطفال.

وبناء على ذلك، تم سحب الجنسية من أكثر من 300 شخص متجنس منذ تاريخ ذلك التعديل، وذلك بسبب “الاحتيال أو تقديم الرشاوى أو إعطاء معلومات خاطئة”، وفق ما أورد موقع “مهاجر نيوز”.

وفي آذار 2019، وافقت الداخلية الألمانية على خطة لسحب الجنسية الألمانية من بعض الألمان المتهمين بجرائم (الإرهاب) وخاصة الذين يقاتلون في صفوف تنظيم “الدولة”.

المصدر: تلفزيون سوريا

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.