شمال سوريا.. قلق من تفشي “المتحور دلتا” وتحذيرات من الأسوأ

26 أغسطس 2021788 مشاهدةآخر تحديث :
شمال سوريا.. قلق من تفشي "المتحور دلتا" وتحذيرات من الأسوأ
شمال سوريا.. قلق من تفشي "المتحور دلتا" وتحذيرات من الأسوأ

ألمانيا بالعربي

شمال سوريا.. قلق من تفشي “المتحور دلتا” وتحذيرات من الأسوأ

التحذيرات من موجة ثانية من جائحة كورونا في شمال سوريا دفعت العديد من السكان للالتزام بالإجراءات الاحترازية، بينما يشتكي المسؤولون من أن نسبة كبيرة ما زالت لا تأبه بالتحذيرات.

لم تشهد مناطق سيطرة المعارضة السورية شمال غربي سوريا تزايدا في الإصابات بجائحة كورونا كتلك التي سجلتها هذه الأيام منذ الإعلان عن أولى الإصابات قبل عام وشهر، حيث سجل مختبر الترصد الوبائي 849 إصابة يوم الاثنين، ليرتفع الإجمالي في المنطقة إلى 31 ألفا و451 إصابة مثبتة بالوباء.

وهذا النمو المتسارع في عدد الإصابات ترافق مع تحذيرات بأن نسبة كبيرة من الإصابات هي من المتحور دلتا، وفق ما أعلن الدفاع المدني السوري في بيانه، محذرا من سرعة انتشاره وخطورته البالغة على كافة الفئات العمرية.

وفي الوقت الذي بات فيه الوضع ينذر بكارثة مع توقعات بانفجار أعداد الإصابات، فإن تعاطي السكان مع الحدث الطارئ لا يبدو على حجم المحاذير والخطر، وإن بدأ البعض يظهر التزاما بارتداء الكمامات، بينما تسير عمليات التطعيم باللقاحات ببطء.

كفر تخاريم والإغلاق
تشهد مدينة كفر تخاريم بريف إدلب على غير العادة حركة كبيرة في عمليات الفحص من الفيروس، بعد أن سجلت 3 وفيات خلال أقل من 72 ساعة بالجائحة وأكثر من 90 إصابة من أصل 130 شخصا خضعوا للفحص الأحد.

ومع تناقل الخبر توجّه العشرات من الأهالي -وغالبيتهم من المسنين- إلى مركز سيما للعزل الطبي، للاطمئنان على أنفسهم، وهو مركز يضم قسما للعزل والعلاج، وآخر للفحص الطبي للكشف عن المصابين.

وينتاب السكان الخوف من إغلاق المدينة أو تحولها إلى بؤرة للجائحة في شمال غربي سوريا، مع الزيادة الكبيرة في أعداد الإصابات بالمنطقة.

الناشط الإعلامي محمد وليد جبس من أهالي المدينة أطلق تحذيرا من حدوث كارثة إنسانية، داعيا إلى إجراءات صارمة مثل إغلاق الأسواق وأماكن التجمعات السكانية كالمسابح وصالات الاحتفال والعزاء، في حال استمرار ارتفاع أعداد المصابين.

وقال جبس للجزيرة نت إن حالة من الخوف والحذر بدأت تظهر لدى سكان المدينة بعد انتشار تسجيلات مصورة لمصابين داخل غرف الإنعاش وهم يصارعون المرض، وقد انعكس ذلك على التزام نسبة لا بأس بها من السكان بارتداء الكمامات وتحاشي التجمعات والأماكن المزدحمة.

ووفق جبس، فإن حملات التوعية من قبل فرق الدفاع المدني ومديرية الصحة والتسارع في الأعداد، دفع بالأهالي إلى أخذ الأمر على محمل الجد والحرص على حماية أنفسهم من الإصابة، مشيرا في الوقت ذاته إلى استمرار حالة الإنكار واللامبالاة لدى بعض من السكان.

موجة ثانية
وما يثير الخوف والقلق في شمال غرب سوريا هو تأكيد مسؤولي الصحة أن الإصابات السائدة معظمها من المتحور دلتا الشديد العدوى والانتشار، والمعروف بأنه يشكل خطرا مهددا للحياة أكبر من السلالة السابقة، وهو ما يشكل ضغطا غير مسبوق على القطاع الصحي الذي يعاني أصلا من وطأة الحرب وضعف الإمكانات.

وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة مرام الشيخ، أكد أن منطقة شمال غربي سوريا تمر بالموجة الثانية من الجائحة، وتتجه نحو الذروة بعدد إصابات يومي مرتفع جدا وصل إلى 849 يوم الاثنين الماضي.

وقال الشيخ للجزيرة نت إن نسب الإدخال في مراكز ومشافي العزل سواءً في الأجنحة والعناية المشددة ارتفعت بشكل حاد وواضح، مع ملاحظة أن الحالات التي تحتاج لأجهزة تنفس حتى الآن كانت أقل ارتفاعاً مقارنةً بحالات الاستشفاء العادية الخفيفة والمتوسطة.

وبحسب الشيخ، فقد تم رصد مئات من الإصابات بالمتحور دلتا، مع تسجيل حالتي وفاة بسببه، واحدة لطفل عمره 7 سنوات والأخرى لشاب عمره 20 سنة، محذرا من سرعة انتشاره بأضعاف من النسخ السابقة للفيروس، مما يعني عبئا كبيرا على المنشآت الصحية والقطاع الصحي كله.

والأخطر -وفق الشيخ- أن المتحور دلتا قادر على تجاوز المناعة الطبيعية الناجمة عن إصابة سابقة بالفيروس، أو المناعة المكتسبة باللقاح، “أي أن تأثير اللقاح والمناعة الطبيعية أقل بكثير عليه من النسخ الأخرى”.

حملة التطعيم
وتقول تقارير الصحة في المعارضة السورية إن عدد الجرعات المعطاة للسكان من لقاح أسترازينيكا (AstraZeneca) بلغت حوالي 58 ألف جرعة، منهم حوالي 8700 شخص تلقوا جرعتين كاملتين، والباقون تلقوا جرعة واحدة.

وقياسا لعدد سكان المنطقة الذي يتجاوز 3 ملايين نسمة، وفق إحصائية لفريق “منسقو الاستجابة”، فإن عدد الجرعات ضئيل جدا لإحداث مناعة تخفف من انتشار الجائحة بين الأهالي.

وعلى وقع هذا المنحى المتسارع، دعا المدير المعاون لصحة إدلب الدكتور رفعت فرحات، السكان إلى الإسراع بأخذ اللقاح والالتزام الشديد والصارم بالحماية الشخصية، وذلك بارتداء القفازات وتعقيم اليدين والتباعد الاجتماعي.

وأشار فرحات في حديث للجزيرة نت إلى أن غالبية الإصابات التي تسجل كل يوم هي من المتحور دلتا الأشد خطورة وانتشارا، مما ينذر بعجز في القطاع الصحي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.